باب جهنم على الارض

من طرف أميرالجبل 25/3/2012, 3:21 am

[size=12]
[b][size=12]باب جهنم

في الصحراء الاثيوبية على مقربة من الحدود الاريترية يسطع ضوء احمر قاضا مضجع الليل الدامس. الضوء قادم من فتحة بركان Erta Ale وهو يجعجع على الدوام معلنا عن بوابة جهنم المفتوحة. انها اقرب النقاط الى باطن الارض.

البركان ينتصب بهدوء في قلب الصحراء المنبسطة وفتحتها تشبه الجرح الذي لايلتئم. بين فترة واخرى ترتفع الى الاعلى نافورة من فقاعات اللافا تصل درجة حراراتها الى بضعة الاف الدرجات المئوية.

هذه الفتحة واحدة من فتحات قليلة لبحيرات من اللافا والمغما. هنا تصعد التربة المصهورة (المغما) ببطء من باطن الارض لتختلط مع لافا السطح الباردة. وعلى الرغم من ان الفقاعات لاتتوقف لاينفجر البركان غاضبا ابدا. ومع ذلك فهو لايرتاح ابدا. على مدى 35 سنة من المراقبة الموثقة، وعلى الاغلب على مدى 90 سنة كانت فقاعات البركان على الدوام في نشاط لاينقطع.

البركان ليس فقط وحيد من نوعه ولكنه ايضا نافذة على باطن الارض ومختبر حي للجيلوجيين. غير ان البركان يقع في منطقة غاية في الاثارة من الناحية الجيلوجية. ان صحراء داناكيل Danakil الاكثر حرارة والاكثر تعرضا للتمزق الجيلوجي في العالم وهي صحرراء ممتلئة بالاملاح المتراكمة في طبقات.

السكان المحليين شعب آفار يعرفون بموقع البركان وعينه المفتوحة ولكنهم لايقتربون من المنطقة لانهم يعتبرون ان الرعاة الاموات تبقى ارواحهم على خيول طائرة تحوم حول فتحة النار التي تأتي اليها الشياطين للتزود بالوقود عندما ينضب.

المنطقة كانت مغلقة ضمن الرقعة العكسرية للحرب بين اريتريا واثيوبيا حتى عام 2000 والان تمكن علماء العالم من تحدي معتقدات شعب آفارا وقيود الحكومة الاثيوبية على السواء لتعود الدراسات من جديد.

بحيرة اللافا تقع على عمق 80 متر تحت مستوى قمة البركان ولذلك فإن القياسات تتطلب تنزيل المعدات الى مسافة لاتقل عن 60 متر. بفضل الدراسات تمكن الخبراء من معرفة ان نشاط اللافا يمكن تقسيمها الى ثلاثة مراحل.
القسم الاكبر من الوقت يكون النشاط قليل على السطح والمغما تقوم بخلق شقوق في الطبقة العليا الاكثر برودة. الشقوق تتشكل وتختفي بتواتر منسق.

في المرحلة الثانية يكون فيها السكون تام ولايوجد اي تشقق على السطح على الاطلاق . هذه المرحلة تستمر لمدة 20 دقيقة. بعد ذلك تتصاعد فجأة فقاعات وشقوق ثم تنفجر نافورة من اللهب الىارتفاع 5-10 متر . هذه المرحلة الاخيرة يمكن ان تكون خطيرة على حياة الجيلوجيين قرب البركان، إذ ان حرارة اللهب مابين 575 الى 1000 درجة مئوية.

القياسات تهدف الى المقارنة مع الصور المأخوذة من الفضاء لمعرفة درجة الحرارة الفعلية بالمقارنة مع الالوان. كما تهدف الى توقع الانفجارات البركانية وللمزيد من التعرف على حركة الارصفة القارية وايضا حركة المغما من داخل الارض في ممرات وقنوات تشكل ايضا غرف حرارية.

عدا عن ذلك يمكن للعلماء ان يفهموا النشاط البركاني على الكواكب الاخرى مثلا قمر جوبيتر المسمى لو على اعتباره الجسم الكوني الاكثر نشاطا بركانيا في المجموعة الشمسية اليوم. على سطحه يوجد على الدوام مابين 15 الى 20 بركان متفجر.

حتى الان لازال الباحثون لايعلمون لماذا نشأت هذه البحيرة الملتهبة، ولكنهم يعلمون ان مثل هذه البحيرات على الدوام تتشكل فوق حجيرات حرارية في اعماق الارض. المصهورات الارضية تحتوي على الدوام كمية صغيرة من الاوران والتوريوم والكاليوم المشعة. والحرارة المنطلقة عن هذه المواد تكفي لابقاء الماجما سائلة لبضعة مليارات من السنوات منذ تشكل الارض.

الماجما القادمة من الاعماق بحرارة تصل الى 1200 درجة مئوية تضغط اللافا في اعلى سطح بحيرة البركان. عندما تمس الهواء ينبعث منها حرارة لتنخفض درجة جرارتها الى 575 مئوية. غير ان الماجما الباردة تصبح اثقل من الحارة لذلك تغوص للاسفل وتحل مكانها ماجما حارة. هذه الحركة الديناميكية هي التي تحافظ على باب جهنم مفتوح. من خلال القياسات تمكن العلماء من الوصول الى ان الماجما الصاعدة والمتداورة هي حوالي 30-35 طن في الدقيقة.

بحيرة اللافا لاتبقى مفتوحة الى الابد. انها قادرة على البقاء عشرات السنوات ولكنها ستختفي يوما ما. مابين عام 1968 وعام 1974 ارتفع مستوى البحيرة المصهورة بمقدار 160 مترا وسال اللهب على الاطراف الى اسفل البركان وعلى مدى 2,7 كيلو متر. كل ثانية كان يسيل 300 كيلو من المصهورات في إتجاه الجنوب. على مدى 15 شهرا تقئ البركان 10 ملايين طن من المصهورات. بعد ذلك انخفض منسوب البحيرة ولم يعد يفيض منها شئ الى اليوم.

اول بحيرة من المصهورات المعروفة لنا هي بركان ماسايا Masaya في نيكاراجوا ولكن اول الدراسات والقياسات جرت جرت في فوهة بركان هاليماوماو في هاواي. هذه البحيرة جرى اكتشافها عام 1823 وبقيت مفتوحة اكثر من مئة عام. اختفت تماما بعد انفجار جرى عام 1924.

افضل وصف ودراسة للبحيرات المنصهرة تملكه بحيرة تقع على قارة نادرا مانعتقد بوجود براكين عليها انه البركان Mount Erebus المنتصب على قارة الانتراكتيد وفي قعر لفوهة فتحتها تبلغ 850 متر توجد بحيرة من المصهورات منذ عام 1972.

البركان الاثيوبي يقع في منطقة نشيطة جيلوجيا للغاية وهي منطقة معرضة لانشقاق في الرصيف القاري، عدا عن ان سطح الارض اخفض من البحر. هذا يؤدي الى ان الماجما داخل ارض قريبة من السطح وتأثيرها على الصحراء الاثيوبية واضح. البركان يقع في صحراء Dallo حيث متوسط الحرارة 34,4 وغالبا تكون اكثر من خمسين في الظل. المنطقة تقع على ارتفاع 120 متر تحت سطح البحر ولذلك فالماجما الارضية القريبة ترفع درجة حرارة السطح، إذ انها تبخر المياه الجوفية لتصعد الى السطح رافعة معها الاملاح. لذلك نجد سطح الارض وكأنه حكاية رومانسية من الاملاح الصلبة على مختلف الاشكال والالوان. الالوان الفاتحة هي الاحدث من الغامقة، وقد اصبح جلب الاملاح احدى مصادر الرزق للسكان المحليين.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[/size][/b][/size]

من طرف **Admin** 25/3/2012, 3:31 am

مشكووووووووووووووووور على الموضوع الجميل و المخيف في نفس الوقت

الحمد لله ما عنا براكين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

باب جهنم على الارض

باب جهنم على الارض

رد: باب جهنم على الارض