شكل جديد من الحب

من طرف **Admin** 17/2/2012, 5:48 pm

شاءت الأقدار أن يرزقه الله بولد مصاب بإعاقة جسدية ولأن إيمانه بالله كبير قرر أن يتعامل مع الأمر بكثير من الصبر والتعقل .. كان الولد في بادئ الأمر شبه جثة هامدة تتنفس . فحمله وطاف به على الأطباء وأبدى لهم استعداده لدفع كل ما يملك لقاء أن تتحسن صحة ابنه .. وبعد جهود مضنية أخذت صحة الابن بالتحسن نسبيا"

فلم يكتفي بذلك بل سافر به إلى أوربا وعرضه على أشهر الأطباء المختصين بمثل حالته وكلفه ذلك مبالغ طائلة
وقد أسفرت تلك الرحلة عن تحسن أخر في صحة الولد . إلا أن الأطباء أخبروه هناك بأنه لن يصبح طبيعيا" مئة بالمئة مهما فعل . فتقبل الأمر رغم مرارته .

العلاقة بين هذا الأب وذاك الابن علاقة حب فريدة من نوعها فلن تشاهد في حياتك حبا" متبادلا" بين أب وابنه بمثل هذه الدرجة . الأب يقول بأن حياته كلها مرهونة بهذا الولد والولد يقول بكلام متقطع لكنه مفهوم بأنه لا يحب في هذا العالم إلا أباه . وأنه يفرح عندما يراه سعيدا" ويحزن عندما يلاحظه مهموما" أو متضايقا" .

المهم في هذا المجال هو الطريقة الحضارية التي تعامل بها هذا الأب مع ابنه المعاق أعطت ثمارها بشكل كبير فتحول هذا الولد إلى شبه طبيعي لا يشاكس أحدا" ولا يؤذي أحدا" بل يتعامل مع الجميع بأدب واحترام يفوق في كثير من الأحيان أقرانه من الأصحاء .

وبفضل تشجيع هذا الأب وصيره استطاع هذا الابن أن يتعامل مع مبادئ الكمبيوتر وأن يحفظ مئات أرقام الهواتف الموبايلات غيبا" وأن يعرف أرقام القنوات الفضائية وتردداتها ومواعيد البرامج والمسلسلات في كل قناة .. وغير ذلك الكثير .............

الموضوع إنساني والتجربة بحاجة إلى تأمل لأن تكون نموذجا" صحيا" لكل عائلة لديها طفل معاق . وبذلك لا تصبح الإعاقة عبئا" ثقيلا" يرمي بظله على حياة الأسرة بأكملها .

منقول