نعمة الإيمان

[size=37]بين الصُّخورِ على التِّلالِ لمحتُها ..... وشممتُ عطرَ أريجِها فعشِقتُها [/size]

[size=37]غمزتْ بعينٍ كالرَّجاءِ لمُدنَفٍ ..... ومضٌ أطلَّ على الدُّجى فتبِعتُها [/size]

[size=37]وسرحتُ في الغاباتِ أنصتُ هائِماً ..... للوشوشاتِ تُثيرُها همساتُها  [/size]

[size=37]وسَريتُ في عتمِ الدُّروبِ مفتِّشاً ..... بين الكهوفِ وكم طواني صمتُها [/size]

[size=37]وبحثتُ عنها في السُّفوحِ وفي الذُّرى ..... بين الشِّعابِ تهزُّني آياتُها  [/size]

[size=37]وسألتُ عنها كلَّ حيٍّ نابضٍ ..... قد أذهلتْهُ بنجوِها نغماتُها [/size]

[size=37]                              ***** [/size]

[size=37]وقصدتُ أحياءَ المدينةِ علَّني ..... ألقى سناها في نعيمِ قصورِها  [/size]

[size=37]بين الحِسانِ الغانياتِ توهَّمت ..... نفسي تراها أو تفوزُ بسرِّها [/size]

[size=37]بين المباهجِ والحلى وفتونِها ..... في الطَّيباتِ هنيئها وخمورِها  [/size]

[size=37]فإذا التَّنعُّمُ واللَّذائذُ أولدَتْ ..... ندماً وحزناً فاكتويتُ بنارِها  [/size]

[size=37]وعكفتُ أحفرُ في زوايا أضلعي ..... بين الثَّنايا في سحيقِ قرارِها  [/size]

[size=37]أتفحَّصُ النَّبضاتِ في دفقاتِها ..... أتلمَّسُ الخلجاتِ في أغوارِها  [/size]

[size=37]فشعرتُ في الأعماقِ لومةَ عاتِبٍ ..... يومي بنظرةِ كاشِفٍ عن سِتْرِها  [/size]

[size=37]هي في سلامِ الرُّوحِ تَصدحُ حرَّةً ..... بين الجبالِ ترُفُّ مع أطيارِها  [/size]

[size=37]هي في صفاءِ القلبِ ينعمُ بالرِّضى ..... هي في الضَّميرِ المستحِمِّ بطهرِها [/size]

[size=37]هي نعمةُ الإيمانِ تعبَقُ بالتُّقى ..... والفكرُ ينقى يستنيرُ بنورِها [/size]

[size=37]تنمو المحبَّةُ والوداعةُ تزدهي ..... والخيرُ يعمُرُ في جِوا أخدارِها  [/size]

[size=37]وتشعُّ في الأعماقِ أنوارُ الهُدى ..... فيُضيءُ وجهُ اللهِ أفْقَ مسيرِها  [/size]

[size=37]تحنو وتحتضِنُ الوجودَ وما حوى ..... والكلُّ يغرُفُ من عصيرِ ثِمارِها  [/size]

[size=37]فتهُلُّ بالفرحِ الطَّهورِ وتنتشي ..... والغبطةُ الجذلى تموجُ بصدرِها [/size]

[size=37]                             *****   [/size]

[size=37]يا سائِلي عن سرِّ من أهوى وما ..... فعلتْ بروحِ متيَّمٍ غمزاتُها [/size]

[size=37]لو كنتَ تُدركُ كم أفاقتْ من هوىً ..... كم ألهبتْني بالجوى بسماتُها  [/size]

[size=37]كم أشعلتْ بين الجوارحِ من لظىً ..... وتشوُّقٍ لوِصالِها فعشِقتُها [/size]

[size=37]لغبطتني فيما لقيتُ من الأذى ..... أفنيتُ عمري في الشَّقا وقصدتُها [/size]

[size=37]وتفتَّتتْ أوصالُ ذاتي في الغرا..... مِ وجمرِهِ حتَّى بدتْ فلمحتُها [/size]

[size=37]في مُصطلى الأشواقِ في وهجِ  المُنى ..... وذبحتُ روحي وامِقاً فوجدتُها [/size]

[size=37]ووجدتُ فيها غبطتي ومسرَّتي ..... فهجرتُ لذَّاتِ الدُّنا وتبِعْتُها [/size]