ملتقى المهندسين السوريين
أهلاً بك زائرنا الكريم (زائرتنا الكريمة)... ملتقى المهندسين السوريين يرحب بك و يدعوك للانضمام إلى فريقه للمساهمة في تطوير المنتدى و تحسينه أكثر فأكثر... إن تسجيلك في المنتدى يعطيك فرصة أكبر للاستفادة من محتواه...


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى المهندسين السوريين
أهلاً بك زائرنا الكريم (زائرتنا الكريمة)... ملتقى المهندسين السوريين يرحب بك و يدعوك للانضمام إلى فريقه للمساهمة في تطوير المنتدى و تحسينه أكثر فأكثر... إن تسجيلك في المنتدى يعطيك فرصة أكبر للاستفادة من محتواه...
ملتقى المهندسين السوريين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صبية سورية تهزم إعاقتها وتحلّق عالياً

اذهب الى الأسفل

صبية سورية تهزم إعاقتها وتحلّق عالياً Empty صبية سورية تهزم إعاقتها وتحلّق عالياً

مُساهمة من طرف Admin 17/2/2012, 5:52 pm

صبية سورية تهزم إعاقتها وتحلّق عالياً

بقلم عاصم جمول ـ سورية

في جمعية المقعدين وأصدقائهم في مدينة اللاذقية السورية المحاطة بالبساطة والطلاء الباهت على الجدران، لن تتوقع وأنت هناك أن ترى وتشعر بكل هذا الكم من المعنويات التي ستلقاها، والتي تكفي لأن تبني لهذه الأرواح التواقة في هذا العالم جسرا من الأمل والطموح في الحياة.
هناك .. حيث تضافرت همم وإرادة عالية لتقول (لا..) في وجه مجتمع الغالبية العظمى من أفراده ينظرون إلى المعوق على أنه شخص متطفل على هذه الحياة.
«أوان» حلت ضيفة على هذه الجمعية في مناسبة بدت وكأنها عرس، وهي كذلك بالفعل، إنها عرس (نورا يوسف بدور) تلك الشابة التي لم تثنها إعاقتها عن ممارسة هوايتها في رفع الأثقال، حيث حلقت عاليا في سماء هذه الرياضة ورفعت اسم بلدها عاليا رغم كل ما واجهته من صعوبات أهمها إعاقتها التي ولدت بها.
نورا.. وحلم من ذهب
نورا التي تبلغ من العمر 22 ربيعا والتي تعاني من إعاقة في طرفيها السفليين حيث أنها تتنقل على كرسي متحرك شاركت في الدورة العربية الحادية عشرة، التي أقيمت منذ أسابيع في جمهورية مصر العربية وعادت من هناك تحمل الميدالية البرونزية محتلة المركز الثالث عربيا في رياضة رفع الأثقال.
وفي حوارنا معها قصت علينا نورا كيف حققت هذا الإنجاز الرائع وكيف استطاعت أن تهزم إعاقتها وتتفوق عليها قائلة:
بدأت بممارسة هذه اللعبة حين كان عمري خمسة عشر عاما وكنت أتطلع دائما إلى تحقيق إنجاز ما، وشاركت في عدة بطولات على مستوى الجمهورية، حيث كنت أحصل على مراكز مختلفة، إلى أن رشح اسمي للمشاركة في الدورة العربية التي أقيمت في مصر، وبالنسبة لي كانت هذه هي الفرصة التي أنتظرها لبلوغ حلمي فبدأت بالتحضير للمشاركة قبل البطولة بثلاثة أشهر فقط، وكان معدل التدريب مكثفا جدا، بمعدل عشرين يوما في الشهر واستطعت أن أحقق المركز الثالث بحضور ربّاعين من عشرين دولة عربية وهذا أمر جيد بالنسبة لي كوني لم أتدرب مدة كافية ولم تتوافر لي التسهيلات التي نعمت بها زميلاتي العربيات في البطولة، بكل الأحوال أنا سعيدة جدا لوصولي إلى هذه المرحلة لكنني أطمح بالذهب في البطولة القادمة.
وعن المنافسة قالت نورا: المنافسة كانت قوية جدا فالحكومة المصرية متمثلة في وزارة الشباب والرياضة يهتمون جدا بلاعباتهم حيث أنهم يوفرون لهن سيارات تحت تصرفهن هذا بخلاف الدعم المادي والرعاية الصحية الكبيرة، وهذا ما نحلم به هنا، كما أن البطولة كانت مميزة من الناحية التنظيمية وهذا ما أشاد به الجميع، ولكن أقول بصراحة: إن الحكام كانوا متحيزين للاعبين المصريين وكان من اللافت أن المركز الأول في جميع الرياضات كان مصريا بحتا. وحين سألنا نورا إن كانت تشعر بأن هنالك إهمالا حقيقيا للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة أجابت بمرارة: مشكلة الإهمال موجودة بشكل واضح ويشعر بها من يسكن في الريف أكثر ممن يسكن في المدينة، نحن نعاني من مشكلة حقيقية في التنقل ما بين المنزل والتدريب والجمعية، أحيانا لا أجد من يقبل بأن ينقلني إلى أي مكان، فأكون مضطرة إما لإلغاء الأمر أو لاستئجار سيارة تاكسي «هذا إن قبل السائق أن يقلني أيضا».
الاتحاد الرياضي والدعم الخجول
نورا حدثتنا عن الدعم الذي قدمه الاتحاد الرياضي «الرياضات الخاصة» لها حيث أنهم خصصوا لها مرتبا شهريا متواضعا في فترة التدريب والبطولة فقط، ولم تحصل على أية مكافأة خارج هذا المرتب.
وفي نهاية الحديث أخبرتنا أنها من الممكن أن تشارك خلال أسبوع في بطولة أخرى في مصر وهي بطولة تأهيلية لأولمبياد بكين القادمة.
لم تنس نورا أن تعبر بكلمات يمكن لأي مستمع أن يحس بصدقها عن عميق شكرها للجمعية ولأصدقاء الجمعية والمدربين .
نورا التي تحلم بالذهب في بكين تجاوزت في حلمها هذا مشكلتها الجسدية لتجعل هذا المجتمع يواجه مشكلته النفسية ولتصرخ بوجهه بأنها موجودة وأصدقاؤها شاء أم أبى.
جمعية المقعدين وأصدقائهم
الجمعية التي تنتمي إليها نورا ومجموعة من الشباب والشابات المقعدين وأصدقائهم من مختلف الأعمار تأسست في 12/6/2006 وهي جمعية خيرية تعتمد على التطوع والتبرع. بدأت الفكرة باجتماع بعض المقعدين وأصدقائهم الذين عملوا على تقييم خمسين حالة من حالات الضمور العضلي والشلل (أي من لا يستطيع خدمة نفسه بنفسه)، وبناء على ذلك حددوا الاحتياجات الأساسية لهذه الحالات، وضمن إطار الجمعية تحولت المبادرات الفردية من هنا وهناك إلى جهود منظمة وموجهة لتحقيق أهداف الجمعية في تأمين حياة أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة.
نشاطات الجمعية
قامت الجمعية بنشاطات عديدة خلال مسيرتها وكان من أهمها: إقامة معارض للأعمال اليدوية لذوي الاحتياجات الخاصة، والمشاركة مع جمعيات أخرى في تنظيف الساحل السوري، بالإضافة إلى إقامة دورات في مجال الكومبيوتر والاتصالات.
كما قدمت الجمعية خدمات «حسب استطاعتها» ومنها تقديم 30 كرسيا للمقعدين وإصلاح 25 كرسيا.
وقدمت الأدوية لمجموعة من الأشخاص، بعضهم بشكل دائم وبعضهم الآخر بشكل مؤقت.
حلم الجمعية
حلم الجمعية الكبير هو حلم بسيط ومشروع لا يحتاج سوى إلى التفاتة من المجتمع والجهات المختصة وهو تأمين مقر دائم يضم مراكز تأهيل المقعدين مهنيا كل حسب إمكانياته. بالإضافة إلى المرافق التي تحوي كل التسهيلات اللازمة لحياة المقعد بحيث لا يحتاج إلى مساعدة دائمة من الآخرين.
ومن النماذج الأخرى المشرفة والتي التقيناها في الجمعية هناء عمران رئيس مجلس الإدارة والتي أيضا لم تثنِها إعاقتها عن إنجاز مشروعها في تأسيس الجمعية لتكون ملاذا آمنا لشبان وشابات قد يكون بينهم كثيرون من أمثال نورا.
وقد بدأت مشروعها بما يشبه الحلم، حلم تشوبه صعوبات كثيرة على رأسها تأمين مقر للجمعية.. مقر يتسع للمنتمين إليها ويمتلك الحد الأدنى من الشروط التي يجب توافرها فيه.
والسفارة الهولندية كانت السباقة إلى تقديم المعونة حيث قامت بتأمين المقر ودفعت تكاليف استئجاره وفرشه لمدة عشرة أشهر، تلا ذلك مبالغ متفاوتة قدمتها جهات أهلية وشخصيات مهتمة بالشأن العام بالإضافة إلى مساهمات أصدقاء الجمعية الدائمين، مساهمات مادية ورعاية دائمة لأعضاء الجمعية.
هناء اعتبرت أن ما أنجزته الجمعية حتى الآن هو أمر جيد ولكنها تطمح إلى المزيد. وحول دعم الجمعية والمشكلات الدائمة حدثتنا قائلة:
الدعم الرسمي هو دعم قليل تجاه العدد الموجود لدينا وهنالك الدعم الذي تقدمه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لكل الجمعيات المرخصة وهو مبلغ سنوي قدره خمس وعشرون ألف ليرة سورية، هذا المبلغ لا يكفي أبدا، ونحن سنقدم طلبا للوزارة كي يزيدوا لنا هذا المبلغ، وهنالك أيضا مبالغ قدمها محافظ اللاذقية، كما قدم لنا خمسة كراسٍ للمقعدين، أما الدعم الأهلي فيعتمد على مبالغ تقدم من قبل أشخاص لديهم هاجس معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، وببساطة أقول لك أوضاعنا صعبة جدا، فنحن أول جمعية في سورية تأسست لخدمة من لايستطيعون خدمة أنفسهم بأنفسهم ومع ذلك لا نستطيع تعيين موظفين للاهتمام بأعضاء الجمعية من ذوي الاحتياجات الخاصة.. نعتمد حتى الآن على المتطوعين من أصدقاء الجمعية وهم مشكورون يبذلون ما بوسعهم.
فمشكلاتنا أو الصعوبات التي نواجهها تكمن في ضيق المكان أولا وفي إيجاد وسيلة خاصة لنقل المقعدين، فهي يجب أن تمتلك مواصفات خاصة كوجود مصعد على الحافلة ومقاعد مخصصة للمقعدين وغير ذلك.
التسمية المجحفة
بما أن المجتمع ابن العادة، كان تواصل الشخص المقعد مع هذا المجتمع أمرا مهما جدا، حيث أن رؤية أفراد المجتمع المحيط للأشخاص المقعدين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي يدخلون... ويخرجون ويساهمون في نشاطات اجتماعية مختلفة، هذا الأمر يخلق نوعاً من الألفة بين الشخص المقعد والمجتمع المحيط. لذلك ركزت الجمعية على محاولة دمج الشخص المقعد بمجتمعه. وحول التسمية الدارجة لذوي الاحتياجات الخاصة كان لدى هناء رأي مختلف، فهي ترى أن كل فرد في هذا المجتمع لديه احتياجاته الخاصة ولذلك فلا داع لاختصار إنسانية الإنسان بعاهة جسدية، فتصبح هذه التسمية التي لا تشير إلى مرض معين مبررا لتعطي الناس انطباعا معينا يُختصَر بشخص يتجول فوق كرسي متحرك وهذه التسمية في حد ذاتها تمثل لاصدقائنا هنا إعاقة مضافة إلى إعاقتهم الأساسية لتشعرهم بأنهم معزولون عن مجتمعهم وتضيف هناء: نحن موجودون في كل مجتمع ولنا الحق في أن نشعر بهذا الوجود، وبصراحة أنا أرى أنه ما من داع لهذه التسمية التي تخصنا، فالمجتمع يجب أن يكون أكثر تقبلا لوجودنا ومشكلة الإعاقة ستنتهي حين يصبح المجتمع مهيأ مكانيا وإنسانيا لوجودنا.
أطروحة الجمعية
هي عبارة عن تساؤل مشروع: لماذا يريدون عزلنا عن مجتمعنا؟!! هذا السؤال بقدر ما هو عميق هو أيضا سؤال خطير يحمل بعدا إنسانيا يستوجب البحث عن إجابة له، فكل فرد من أفراد الجمعية يحمل بين طيات قلبه حلمه الخاص، ذلك الحلم الشفاف الذي يستوجب وقفة من المجتمع ليشعر بأنه مجبر أخلاقيا بالدرجة الأولى على تبني هذا الحلم.

وبعبارات ملؤها الأمل غادرت «أوان» مقر الجمعية لتحمل إلى العالم رسالة إنسانية مفادها أن هنالك أشخاصا يستطيعون بإرادتهم الصادقة أن يحلموا وأن يحققوا أحلامهم وبإمكانيات أقل ما يمكن القول عنها إنها بسيطة جدا، فكيف لو توافر لهم الدعم المناسب؟!

منقول من صحيفة أوان الكويتية
Admin
Admin
مدير الموقع
مدير الموقع

الجنس : ذكر
البرج : الحوت
عدد المساهمات : 2793
السٌّمعَة : 116
تاريخ التسجيل : 14/09/2010
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى